هذه هى البداية

أوباما "الشرق أوسطي"
من أول غزواته كسر عصاته
المستمع لأول خطاب يلقيه الرئيس الأميركي الجديد باراك اوباما حول سياسته تجاه المنطقة ينتصب أمام ناظريه على الفور سلفه جورج بوش وهو يلقي بذات الخطاب، ليس هناك ما يميز سياسة أوباما في يومه الثاني عن بوش فيما يتعلق بقضية الصراع العربي الإسرائيلي. ويبدو لي أن كاتب خطابات أوباما قد سحب هذا الخطاب من جهاز الكمبيوتر الذي كان يستخدمه كاتب خطابات بوش في البيت الأبيض، ذات العبارات ذات الكلمات ذات التحذيرات والتهديدات والإملاءات.
إن الولايات المتحدة ملتزمة بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها والإصرار على أن تقوم حماس بتنفيذ الشروط الإسرائيلية-الأميركية-الرباعية خلافا لما اعتقده لوهلة بعض الساسة ان الولايات المتحدة في عهد أوباما قد تغير نظرتها ولو شكليا لأبجديات الصراع العربي الإسرائيلي.
صحيح أنه قال بضرورة أن تكمل إسرائيل انسحابها من قطاع غزة لكنه لم يطلب منها وقف عدوانها في الوقت الذي طالب حماس بضرورة وقف صواريخها، كما دعا إلى ضرورة فتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية لكنه لم يطلب رفع الحصار عن قطاع غزة الذي كان هو السبب في كل ما حدث، وزاد أوباما على ذلك بأنه يريد بالفعل تصعيد حالة الصراع والخلاف والانشقاق في الساحة الفلسطينية كما يفعل "حلفاء أميركا" في المنطقة بالاصطفاف إلى جانب السلطة الفلسطنية لدعمها والإبقاء عليها إلى الأبد باعتبارها القناة الوحيدة التي تمر منها الأوامر والتعليمات والإملاءات الأميركية.
ويبدو أن المثل السائد ينطبق على أوباما "من أول غزواته كسر عصاته، ويا ليتك يا ابا زيد ما غزيت."
محمد دلبح-واشنطن