ليالى ناصرى أصيل
عدد الرسائل : 893 العمر : 56 تاريخ التسجيل : 13/09/2008 العمل/الترفيه : مديـــر المنتـــدى نقاط : 2027
| موضوع: صعدة : هل هي حرب سعودية - إيرانية بالوكالة ؟ الجمعة 04 سبتمبر 2009, 11:19 pm | |
| صعدة : هل هي حرب سعودية - إيرانية بالوكالة ؟
بعيد انتصار الثورة الإسلامية في إيران , بدأنا نسمع عن الخطر الفارسي أو الشيعي , من وعبر إعلام دول النفط العربية ومجلاتها الصادرة من أوروبا يومها .
وعلى رأسها مجلة المستقبل السياسية الأسبوعية الصادرة من باريس , والتي كانت تمهيدا إعلاميا لدخول السيد رفيق الحريري إلى معترك السياسة في لبنان , والنواة الإيديولوجية لتيار المستقبل لاحقا .
إذن فلسفة الصراع الشيعي / السني , أو العربي / الفارسي , تعود في جذورها إلى ذلك الزمن , زمن انهيار أهم حلفاء أمريكا وإسرائيل في المنطقة كلها , شاه إيران البائس , وصديق الرئيس السادات الكبير الذي لم يتأخر باللحاق به .
كنهاية طبيعية بل وحتمية لكل تماهي مع السياسة الأمريكية التي لا ترحم حلفائها , وكما يقول فيلسوف الفكر السياسي الأمريكي السيد هنري كيسنجر : الصدام مع أمريكا مؤلم , والتحالف معها قاتل .
الحرب العراقية الإيرانية التي بدأها العراق واستمرت فيها إيران , وعلى خلفية الخطر الإيراني الأكثر إلحاحا من الخطر الإسرائيلي , كانت :
"خشبة الخلاص" للنظام الرسمي النفطي العربي ونظام مصر تحديدا ,
"وخشبة صلب" القضية الفلسطينية في محاولة لتصفيتها , بل ربما لقيامتها ,
"وخشبة الموت" للعراق العربي العظيم , قلعة العروبة التي سقطت وتكاثر عليها الخونة والغادرون , ولو إلى حين .
إسرائيل , وديك تشيني , وهاشمي رفسنجاني , والسادات , ومليك الظل الفهد , حولوا "حرب الهلاك" , إلى حرب استنزاف , وتجارة سلاح , وتصفية خصوم سياسيين , ومحاولة تغيير وقائع صراع وجودي .
"حرب الهلاك" :
قادت ديك تشيني إلى منصب نائب الرئيس , وأمريكا إلى الانهيار الاقتصادي الكبير ,
وقادت إسرائيل إلى حرب 1982 , والى الهزيمة التي أسست لصعود المقاومة وزمن الانتصارات ,
وقادت الفهد إلى المُلك الطويل والمضمون , ليشهد نهاية درامية لحلمه الشخصي في اغتيال رفيق الحريري ,
وقادت رفسنجاني إلى رأس السلطة , والتفرد طويلا بنعيمها , قبل أن يسقط ضحية ثورته المخملية التوريثية الفاشلة ,
وقادت السادات إلى نهايته الدرامية في إيحائية مبكرة لمصير كل من "استثمر" بهذه "الحرب اللعنة" والتي طالت الجميع .
هذا المسار الأمريكي والرسمي العربي النفطي والمصري , والإسرائيلي , والإصلاحي الإيراني , عاد إلى الحياة , على وقع متغيرات دولية .
رافقت عودة الروح إلى روسيا وقدرة هذه الأمة الأرثوذكسية الشابة على التماسك والإصرار على العودة إلى الاستقلالية والتقدم والنمو .
ورافقت حتمية خروج الصين إلى ما بعدها سورها العظيم , باتجاه إعادة تقاسم العالم مع الأمريكي المترنح اقتصاديا , وتقاسم آسيا الوسطى وتحديدا الطاقة المستقبلية في بحر قزوين , مع الجار الروسي الجبار .
وهي هنا أزمة الأمريكي الخطيرة , الذي لا يريد الخروج النهائي من آسيا الوسطى , ولا يجد لنفسه مكانا إلا في أفغانستان التي تحترق تحت أقدام جنوده وجنود حلفائه .
بل والإصرار على البقاء هناك يقود إلى تمزيق الحليف غير المستقر , الباكستان النووي , وصولا إلى كوريا الجنوبية القلقة .
مسار الصراع الديني والصراع المذهبي , (الذي يعتمده تيار رئيس الظل في أمريكا ديك تشيني) , يمتد من الصين إلى جنوب السودان , بل وحول حوض بحيرة فكتوريا الاستراتيجي .
في إصراره ومن يمثله في النظام السياسي الأمريكي التوتاليتاري , (( على سياسية الهيمنة والحروب )) , في مواجهة روسيا والصين , وتيار الرئيس الأمريكي أوباما كاستمرارية لتيار الرئيس الأمريكي الحاضر بيل كلينتون , ومن يمثلونه في النظام الأمريكي , (تيار الحوار وإعادة تقاسم النفوذ) .
هذا الصراع المذهبي في الشرق الأوسط القديم أو الجديد الذي لم يولد ( بل انقسم عموديا ) , إلى "جغرافية غربية" تسيطر عليها أمريكا , هي المنطقة العربية .
"وجغرافية شرقية" ينحسر فيها الوجود الأمريكي لصالح روسيا والصين وتفاهمهما الاستراتيجي المتين .
(( يعتمد على التمويل النفطي العربي السخي , وعلى إدارته من قبل مكاتب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية )) .
وهو بالتحديد ما وضع الجيش الأمريكي , الواقع بين تجاذبات صراع تياري أوباما وتشيني , في مأزق خطير في العراق , تجاوزه نسبيا بالخروج من المدن , ومأزق استراتيجي حاد في أفغانستان , لا يزال لا يستطيع الخروج سليما منه .
ولان الصراع الدولي , والإقليمي , والفلسطيني الإسرائيلي , وصولا إلى داخل النظام الأمريكي المعقد , (لا يملك آليات التوقف أو التسوية) , بسبب تعقيدات تراكيمة وهائلة , يتجه الجميع وربما قسريا إلى الصدام الكوني المحدود في جغرافية بحرية متوسطة , جغرافية بحر العرب , يجري إعداد البيئة السياسية والاجتماعية المحيطة بها , وهي جغرافية اليمن والصومال .
وكل تلك الصراعات , تستند إلى مسار وتجربة الصراعات المذهبية , والصراع الديني .
كخيار استخباراتي "بسيط التمويل نسبيا" بالمقارنة مع الخيارات البديلة , كالغزو , أو تغيير أنظمة الحكم .
حرب صعدة , ابعد ما تكون عن توصيفها بالحرب اليمنية الداخلية , أو حتى الحرب الإيرانية السعودية البديلة .
فطرفي هذه الحرب , النظام اليمين والحوثيين , تلقوا , أو هم يتلقون الدعم من الجميع .
بل هي حرب تيارات متحالفة في أمريكا وإسرائيل والسعودية وإيران ومصر , في مواجهة تيارات موازية لها تستند إلى روسيا والصين عبر إيران , من ضمن لعبة كونية بالغة التعقيد , وسريعة الحركة , وعشوائية المسار , وحتمية النهاية , "حرب كونية" .
وبانتظار أن يقدم المختبر اللبناني نموذجا جديدا لمسارات هذه الحروب الداخلية القذرة لأغراض كونية , يعتمد الجميع اليوم على النموذج العراقي , في تحويل الصراعات في المنطقة , إلى أهلية دموية , وتحت شعارات طائفية ومذهبية وتقسيميه وعنصرية والغائية , في العراق واليمن والصومال وفلسطين .
ويبدو أن الاعتماد على الجيش , يعتبر خيارا غير صائب , بل ورهان مخيف , فالجيوش لم تعد بقادرة على ربح أي معركة في أي مكان , حتى الجيش الأمريكي نفسه .
4/9/2009
[ المجموعة العربية ]
| |
|