عبد الباري عطوان متهم بإشعال المظاهرات بمصر ويتعرض لهجوم من عادل امام

[b]عبد الباري عطوان متهم بإشعال المظاهرات بمصر ويتعرض لهجوم من عادل امام
القاهرة ـ القدس العربي ـ من حسام أبو طالب ـ تشهد القاهرة في الوقت الراهن هجوماً غير مسبوق على رئيس تحرير "القدس العربي" يشارك فيه عدد من الكتاب الموالين للسلطة الذين دأبوا على ملاحقة عبد الباري عطوان في مختلف المناسبات.

غير أن اللافت هذه المرة دخول فنانين ونجوم سينما على خط الهجوم الامر، الذي يرجح معه المراقبون ضلوع جمال مبارك نفسه في الامر. وكان مبارك الابن تولى مؤخرا ملف الرد على الحملات الصحافية المناوئة للنظام المصري والتي تنامت خلال الحرب على غزة بسبب مواقف الحكومة المصرية التي لا تحظى بالشعبية عربيا ومصريا.

وكان الفنان الكوميدي عادل امام أحدث الذين استهدفوا عطوان ، حيث أطلق أمس الثلاثاء عبر موقع العربية نت جملة من الاتهامات طالت المقاومة الفلسطينية وتبنت وجهة النظر الاسرائيلية التي تحمل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مسؤولية الكوارث الانسانية والمادية التي لحقت بغزة خلال الحرب. واعتبر إمام في تصريحاته أن المقاومة منيت بهزيمة فادحة في الحرب الأخيرة، وأن قادة (حماس) وباقي الفصائل يجاهدون من مواقعهم في فنادق الخمس نجوم.

وفي سياق تلك التصريحات، إتهم إمام رئيس تحرير "القدس العربي" بأنه شديد الكراهية لمصر وأنه يحملها مسؤولية تردي الأوضاع في المنطقة ويتهمها بالعمالة.

وعلى ما يبدو، لم يدر بخلد نجم أفلام الضحك، وهو يدلي بتلك التصريحات أنه فتح على نفسه الباب أمام هجوم غير مسبوق من قبل مئات القراء الذين تصدوا للرد عليه عبر الموقع ذاته حيث طالبوه بالتفرغ للبحث عن مزيد من النكات والقفشات لمشاريع أعماله وترك المقاومة لحال سبيلها.

ووصف الكثير من القراء آراء امام عن إنتصار إسرائيل بأنها تمثل انتحارا للفنان الذي لطالما تحدث عن القومية والوحدة بين الشعوب العربية، ثم ما لبث أن قرر الإنضمام لفريق "الاستسلام" والذي لا هم له سوى محاولة نشر الإحباط واليأس بين الجماهير.

وعلى رأس التهم التي توجه الى عبد الباري عطوان من طرف عدد من رؤساء التحرير في الصحف القومية والكتاب الموالين للسلطة محاولته دفع ملايين المواطنين حول العالم الى التظاهر وتهديد الإستقرار والتأثير على عائدات قناة السويس، ومحاولة جر مصر لخوض حرب عالمية ضد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

وشملت قائمة المهاجمين لعطوان رؤساء تحرير الصحف القومية من أمثال أسامة سرايا رئيس تحرير "الأهرام" ومحمد علي إبراهيم رئيس تحرير "الجمهورية" وعبد الله كمال رئيس تحرير "روزاليوسف" وممتاز القط رئيس تحرير "أخبار اليوم" وباقي رؤساء تحرير الصحف والمجلات الأسبوعية.

وحمّل سرايا عطوان الأسبوع الماضي المسؤولية عن تكدير الرأي العام والتأثير على حركة السياحة وتدبيره المؤامرات من أجل الايقاع بين الزعماء العرب، وذلك من خلال مداخلاته على قناة الجزيرة القطرية.

أما الكاتب مجدي الدقاق العضو البارز في لجنة السياسات بالحزب الحاكم ورئيس تحرير "كتاب الهلال" فاتهمه بمحاولة التأثير على الشعبية الطاغية التي يتمتع بها الرئيس مبارك، فيما إعتبره سمير رجب في العديد من المرات بأنه المسؤول عن تراجع قيمة الجنيه المصري وتعمده الحديث في موضوعات من شأنها أن تؤثر على دخل مصر من قناة السويس .

وذهبت الكاتبة نعم الباز الى اعتبار عطوان المحرك الرئيس للمظاهرات التي أحاطت بالسفارات المصرية في الخارج خلال الأسابيع الماضية.

وعلى الجهة الأخرى من الرأي، يرى مجدي احمد حسين أمين حزب العمل أن جمال مبارك وقيادات في الحزب الحاكم يقفون وراء الإنتقادات التي تنطلق ضد المقاومة الفلسطينية وضد "القدس العربي".

وقال مجدي تعليقاً على موقف امام: أنصح عادل إمام بعدم الكلام عن المقاومة لأنه أحد أدوات النظام الحاكم الذي أفرز معاهدات كامب ديفيد وغيرها من المعاهدات الداعية للاستسلام.

ودعا الدكتور يحيى القزاز الناطق بلسان جماعة تسعة مارس إمام لأن يهتم بأفلام الهزل التي برع في تقديمها وترك الحديث عن المقاومة لأهلها .

وأعرب جمال حشمت النائب السابق في البرلمان عن أسفه لأن نجما بحجم إمام يصر على حرق نفسه بدون مقابل.

فيما تساءل أحمد فؤاد نجم عن الذي يريده إمام بعد هذا العمر.
ونصح حمدين صباحي النائب بالبرلمان عن حزب الكرامة رؤساء تحرير الصحف القومية بأن يتوقفوا عن الهجوم علي المقاومة وناشدهم أن يهتموا بالهجوم على إسرائيل.
وفي السياق ذاته حذر الفنان عبد العزيز مخيون عادل إمام من الإفراط في الهجوم على المقاومة، مشدداَ على أنه يقدم على الإنتحار ويشعل النار في تاريخه الذي يعتز به المشاهدون.

وانتقد الفنان التشكيلي مجدي ونس ما أقدم عليه عادل مشدداّ بأنه يجلب على نفسه الكثير من السخرية من قبل المهتمين والمواطنين، كما أنه يضع نفسه مع فريق المفرطين في حقوق الأمة.

وأشار المخرج علي بدرخان إلى أن المقاومة هي أجمل ما فينا لذا فإن الهجوم عليها حماقة، داعياّ إلى أهمية الإلتفاف حولها ودعمها بكافة السبل.
[/b]