بعد نصف قرن من الخضوع

بعد نصف قرن من الخضوع
طوكيـو تقـول لا لواشـنطن


«لن نقبل ما تقوله الولايات المتحدة لمجرد أنها الولايات المتحدة»! بهذه العبارة الحازمة، تجرأت طوكيو أمس، للمرة الأولى منذ نصف قرن، على مجابهة واشنطن، بشأن مستقبل قواعدها العسكرية في اليابان، قبل أن تطوي المسألة من دون أن تحلّها.
وتريد حكومة يوكيو هاتوياما، يسار الوسط اليابانية الجديدة، إقامة علاقات «ند للند» مع واشنطن، ونقل قاعدة «فوتينما» الجوية الأميركية من منطقة عمرانية على جزيرة اوكيناوا الجنوبية، إلى خارجها، تنفيذاً لوعود أطلقتها قبيل انتخابات آب الماضي، التي أطاحت بالحزب الليبرالي الديموقراطي (المحافظ، الذي حكم البلاد منذ 1955)، عبر إدخال تعديلات على اتفاق مبرم مع واشنطن في 2006، بشأن مراجعة الوضع المتميز الذي يتمتع به 47 ألف جندي أميركي منتشرين في اليابان.
ورداً على تصريحات وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الحازمة بشأن ضرورة احترام اتفاق 2006، قال وزير الخارجية الياباني كاتسويا اوكادا بأن اليابان دولة ديموقراطية تحترم «إرادة الشعب»، و«لن نقبل ما تقوله الولايات المتحدة لمجرد أنها الولايات المتحدة».
وكان غيتس شدد، خلال زيارته إلى اليابان على أن تبقى القاعدة في الجزيرة، واصفاً أي خيار آخر بأنه «متعذر سياسياً وغير ممكن عملياً»، تاركاً لرئيس الأركان الأميركي مايكل مولن، لاحقاً، مهمة حث اوكادا على حل المسألة «بسرعة»، قبل الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى اليابان في 12 و13 تشرين الثاني المقبل.
تراجع اوكادا قليلاً، وأعلن أن نقل «فوتينما» خارج الجزيرة «ليس خياراً»، ولكن سيكون من الصعب نقلها إلى مكان آخر، ربما إلى معسكر سشواب أو إلى قاعدة كادينا الجوية، قبل زيارة أوباما.
وإضافة إلى إعادة النظر في اتفاق 2006، تريد الحكومة اليابانية إنهاء مهمتها للدعم اللوجستي في أفغانستان في كانون الثاني المقبل، وفتح تحقيق حول معاهدات سرية أبرمت بين طوكيو وواشنطن خلال الحرب الباردة. (اب، ا ف ب)
__________________